الجزء الأول رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز

 

بجوارها 

بقولك رفضوا يا دنيا رفضونى

هتفت دنيا صاړخه بتقول أييييييييييييهوسقطت والدته مغشيا عليها 

ها يا دكتور ماما عامله ايه

نطق فارس هذه العباره وهو يفرك يديه فى توتر بالغ و ينظر الى الطبيب بقلق

دون الطبيب أسماء بعض الادويه فى ورقة من دفتره ثم فصلها وأعطاها لفارس قائلا 

متقلقش يا استاذ فارس والدتك كويسه الحمد لله الضغط بس علي عليها شويهبس مفيش حاجه خطړ الحمد لله

ألقى فارس نظرة على الورقة بيده وقال

اومال الادويه دى ليه يا دكتور

ابتسم الطبيب وهو يضع أدواته فى حقيبة الطبيه ويقول دى أقراص بسيطه كده للضغط لازم تواظب عليها واللى مكتوب ورا الروشته ده تحليل عاوزك تعمله ضرورى وياريت النهارده 

نظر الى اسم التحليل دون فهم وقال وهو يحاول استيعاب الامر 

تحليل ايه ده

الطبيب ده تحليل سكر فاطر وصايم

أنزعج فارس وقال بسرعه سكرهى عندها سكر

الطبيب انا طلبت التحليل ده علشان نطمئن بس مش أكتروان شاء الله يطلع معقول زى ما انا متوقع

خرج فارس بصحبة الطبيب وهو يقول متسائلا طب هى هتفوق أمتى يا دكتور

نهض عمرو واقفا هو ووالدته وهو يستمع لحديث الطبيب الذى كان يجيب فارس قائلا 

انا ادتها حقنه تنزل الضغط وهتفوق دلوقتى ان شاء الله متقلقش

خرج الطبيب من المنزل وأغلق فارس الباب خلفه واستدار فى مواجهة عمرو الذى قال بلهفه 

خير يا فارس

جلس فارس وهو يقلب الروشتة بين يديه وكأنه فى عالم آخر وقال بشرود 

الدكتور بيقول ضغطكنت متأكد أنها مش هتستحمل الصدمه

توجهت والدة عمرو داخل الغرفه التى كانت أم فارس ترقد بها وهى تقول بتبرم 

ضغط ايه وبتاع ايه هو حد يصدق كلام الدكاتره

شد عمرو على يده قائلا بسيطه يا فارس ان شاء الله متشيلش نفسك اكتر من كده انت ملكش ذنب فحاجه انت كمان اټصدمتبس ولا يهمك يابنى انت مجال شغلك مفتوح وانت شاطر مش هتقفل على حكاية النيابه دى يعنى ركز بقى فى الماجيستير وبعده الدكتوراه وفى جوازك

أنتبه فارس لعبارة عمرو الاخيرة وتذكر دنيا التى تركها تصرخ على الهاتف وهرع الى والدته ولم ينتبه حتى ان يعيد سماعة الهاتف كما كانت 

ألقى نظرة على الهاتف فقال عمرو مسرعا انا اللى حطيت السماعه قلت علشان لو اتصلت تانى ولا حاجه

رفع فارس راسه لعمرو متسائلا وقال وأتصلت

هز عمر رأسه نفيا ولم يرد وسمعا صوت والدته تناديه بوهن فارس يا فارس

نهضت أم فارس من فراشها بمساعدة والدة عمرو فى اثناء دخول فارس وعمرو الذى قال يداعبها 

الف سلامة عليكى يا بطه بس برضه مش هتنازل عن الرز بلبن بتاعى

حاولت أن تبتسم وهى تنظر الى فارس ولكنها لم تستطع ساعدها فارس على الجلوس مره أخرى على الفراش وجلس بجوارها قبل راسها وقد لمعت عيناه بالدموع وهو يقول أنكسار 

أنا آسف يا أمى أنا السبب فى اللى حصلك دهلو كان بايدى كنت

قاطعته والدته وهى تحاول صبغ صوتها بنبرة حاسمه مش عاوزه اسمع منك الكلام ده تانى كل شىء نصيب انا كل اللى يهمنى أنك تبقى مبسوط ومرتاح ومش عاوزه حاجه تانيه من الدنيا وانا يابنى لو كنت حاطه أمل على الشغلانه دى فده كان علشان كنت شايفاك متمسك بيها وبتحلم بيها لكن انا عن نفسى مفيش حاجه تفرق معايا ولا تريحنى غير سعادتك انت وبس سواء كنت محامى ولا مستشار

أنحنى فارس مقبلا كفها وقد أعطته أمه دفعه لان يتماسك أكثر وتتراجع دموعه وتجف قبل أن تظهر مرة أخرى وقال 

ربنا يخليكى ليا يا ست الكل ربنا يديكى الصحه والعافيه يارب

سمع عمرو طرق خفيف على باب الشقه فقال وهو يخرج من الغرفه 

أنا هروح اشوف مين ده أكيد حد من الجيران

توجه عمرو الى الباب وفتحه نظر إليها غير مصدق وقال بدهشه 

عزة !!

خفضت عزة راسها بخجل وتنحت جانبا ظهرت والدتها وأختها عبير من خلفها 

حاول عمرو السيطرة على مشاعره وهو ينظر إليها وقال وهو يبتعد عن الباب 

أتفضلوا

دخلت جارتهم أم عزة يتبعها الفتاتان وهى تقول بقلق

فى ايه يا بشمهندس ايه اللى حصل للست أم فارس

عمرو ابدا الضغط على عليها شويه بس بقت كويسه الحمد للهثم اشار الى الغرفه قائلا 

أتفضلى هى جوة هنا ومعاها فارس

دخلت أم عزة مسرعة ووقفت عبير وعزة تنتظرها فى الخارج

حاول عمرو النظر الى عزة مرة أخرى فخطڤ نظرة سريعة وهو يقول بابتسامه 

أزيك يا أنسه عزة

شعرت عزة بالخجل لسؤاله أياها فقط بينما قالت عبير بدهشه ممزوجه بابتسامه خفيفه وهى تقول 

كويسين الحمد لله

لا يعلم لماذا شعر بعاطفة كبيرة تجتاحه تجاهها بدون سابق أنذار وكأن وقوفها بقربة قد حرك مشاعره وزاد لهفته عليها وعلى الارتباط بها لقد تردد كثيرا وهو غير متأكد من سبب تردده كان يظن من وجهة نظره أنها متعلقه بفارس ولكن لا دليل على ذلك وقد يكون أساء بها الظنون ولكن هل يترك الظن يتلاعب بها أكثر من هذا شعر بالخۏف عندما تذكر كلمات فارس له منذ قليل أنه ربما يتقدم لها شخصا آخر وقد يقبله أهلها هل ينتظر لتضيع من بين يديه هكذا بسبب تردده وقلقه من شىء ليس له وجود عندما وصل لهذه النقطه شعر بأندفاع لم يشعر به من قبل ولم لا أحيانا يكون التهور هو الحل الوحيد لانهاء ما يدور من صراعات بداخلنا

كانت الفتاتان ينظران اليه وهو شاردا تماما وكأنه فى عالم آخر وقد خرجت والدتهما بصحبة والدة عمرو ويتبعهم فارس وأمه التى كانت تستند على ساعده

وقالت لعمرو بأمتنان 

معلش يابنى تعبناك معانا

نظر إليها وكأنه لم يسمعها وصوب بصرة باتجاه والدة عزة وعبير أخذ نفسا عميقا وقال بسرعه 

طنط انا بحب عزة وعاوز أتقدملها موافقه ولا لاء

ثم تنفس لاهثا وكأن وحشا كان يطارده صوب الجميع نظراتهم اليه ما بين دهشة وابتسامة وأستنكار وحياء

وأسرعت عزة بالخروج من الشقه ووجهها كحبة الطماطم وتبعتها عبير التى كانت تبتسم بسعادة ودهشه

هتفت والدته به أنت عبيط يا واد ولا ايه فى حد يطلب طلب زى ده قدام البنات كده مش فى أصول

بينما ابتسمت والدة عزة وقالت موجهة كلامها لأم عمرو عبيط ليه بس يا أم عمرو هو قال حاجه عيبهو بس أستعجل شويه

ضحك فارس متناسيا همومه وهو يقول ېخرب عقلك يا عمرو أنا كنت أعرف أنك مچنون بس مش للدرجادى

وأخيرا قال عمرو حانقا يعنى هى دى المشكله دلوقتى خلاص انا اسف بس انا مصمم على طلبى على فكره ومش هتنازل عنه ونظر الى أم عزة قائلا برجاء 

أنا صحيح لسه متخرج النهارده بس ان شاء الله هشتغل قريبانا بس عاوز يبقى فى كلام رسمى يعنى علشان محدش يسبقنى

أكد فارس كلام صديقه وقال بثقه ان شاء الله كام يوم وعمرو يروح يعمل مقابلة الشغل فى مكتب الهندسه بتاع أخت الدكتور حمدى ونظر الى أم عزة وقال الدكتور حمدى أكدلى حكاية الشغل دى يا طنط

تكلمت أم عزة وقد بدت السعاده على قسمات

 

تم نسخ الرابط