الجزء الأول رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز

 

ويدور فى عقله الف سؤال وسؤال ومليون أجابة لكل سؤال حين سمع رنين الهاتف ورأى والدته تخرج من غرفتها فقال بسرعه

 خليكى يا ماما التليفون ده ليا

وقف والدته أمام باب غرفتها وهى تراه يلتقط سماعة الهاتف بلهفه ويقول 

 ألو

صمت قليلا وأرتسمت على وجهه ابتسامة صغيره وهو يقول 

 يعنى والدتك وافقت على الخطوبة بس

كانت دنيا على الطرف الاخر تنظر لوالدتها وهى تقول له عبر الهاتف 

 ايوا يا حبيبى معلش بقى حاولت معاها كتير توافق على كتب الكتاب بس رفضت جدا وقالت لاء خطوبه بس فى الاول كده زى كل الناس وبعدين بقى لما نجهز نبقى نكتب الكتاب

أبتسم فارس وهو يقول 

 خلاص مش مشكله نعمل الخطوبه زى ما كنا متفقين قبل كدههتحدديلى معاد مع باباكى أمتى

دنيا بكره لما ارجع من الشغل على بالليل كده

ابتسم وهو يقول 

 بكره الخميس المكتب أجازة يا دنيا

قالت بمرح علشان تعرف بس أنك بتنسينى نفسىعموما استنى مني تليفون بكره واول ما أخد معاد من بابا هكلمك على طولأوك

أغلق الهاتف وقد علا وجهه ابتسامة رضا كبيرة وألتفت ليجد والدته تقف خلفه تنظر له بحزن وقالت 

 برضه هتخطبها يا فارس

تغيرت ملامحه وقد شعر بحزن والدته الذى يطل من عينيها واقبل عليها يقبل راسها قائلا بخفوت 

 والله يا ماما دنيا بتحبنى مش زى ما انتى فاكره وبكره تعرفى كده لما تلاقينى سعيد معاها

أومأت براسها باستسلام وهى تقول

 خلاص يابنى اللى يريحك

قبل يدها وهو يقول برجاء 

 مفيش حاجة هتنفع من غير رضاكى يا ماما

حاولت ان تبتسم لكنها فشلت وقالت

 انا عمرى ما ڠضبت عليك وانت عارف كده وانا مش عاوزه غير سعادتك يابنى وربنا يوفقك فى حياتك ويخلف ظنى يارب

هو يدعو لها بطول العمر ووافر الصحه والعافيه

فى اليوم التالى طرقت دنيا باب غرفة والدها دخلت وأنتظرته حتى ينهى صلاة العصر وما أن أنتهى من صلاته حتى ابتسم لها وهو ينهض أقتربت منه قبلت كتفه وقالت حرما يا بابا

ضحك بوقار وقال يابنتى أسمها تقبل الله هقولك كام مره

ضحكت وهى تقول 

 ماشى يا حاج تقبل الله

قال وهو ينظر إليها بأبتسامه حانيه

 والدتك قالتلى على حكاية العريس دى هو محامى ولا وكيل نيابه ولا ايه بالظبط

قاطعهم دخول والدتها التى قالت

 يلا الغدا جاهز تعالوا كملوا كلامكوا واحنا بنتغدى

ألتفوا حول مائدة الغذاء حيث قال والدها

 ها أحكيلى بقى

وضعت دنيا الملعقه وهى تقول

 هو بيشتغل فى مكتب الاستاذ حمدى مهران من قبل ما نتخرج وان شاء الله سنه ويبقى وكيل نيابه

أومأ برأسه وهو يقول 

 ممتاز يعنى شاب مكافح

قالت بحماس 

 ايوا يا بابا وعنده اصرار يبقى حاجه كبيرة

قاطعتهم والدتها وهى توجه حديثها لزوجها

 بقولك ايه يا سمير أحنا معندناش غيرها يعنى مش هنرميها كده وخلاصعاوزاك تشد عليه شويه لما يقابلك وتطلب براحتك أحنا بنتنا حلوه وألف مين يتمناها

ألتفت سمير لزوجته وقال 

 الموضوع مش موضوع حلاوة يا ام دنيا انا بدور لبنتى على راجل يشيل مسؤليتها وابقى مطمن عليها معاه ولو الولد جد ومكافح وأخلاقه كويسه زى ما سمعت يبقى الطلبات دى تيجى بعدين وعلى مهله

قالت پغضب 

 يعنى ايه الكلام ده انت ناوى تتساهل معاه ولا ايه

تدخلت دنيا وقالت بسرعه 

 يا ماما مش أحنا أتفقنا هتبقى خطوبه بس كده لما نشوف هنعمل ايه

نظر اليها والدها بتساؤل 

 يعنى ايه الكلام ده يعنى ايه خطوبه بس كده

ارتبكت دنيا وقالت 

 قصدى يعنى يا بابا هنعمل خطوبه لحد ما يكون نفسه يعنى مش أكتر

هزر راسه وقال وهو يكمل طعامه

 خلاص خليه يجى بكره بعد العصر ان شاء الله

تدخلت والدتها مرة أخرى وقالت پحده

 مفيش كلام فى كتب كتاب يا سمير خطوبه بس فاهمنى

الټفت الى دنيا ينظر إلى ردود افعالها تجاه كلام والدتها فوجد علامات الارتياح على وجهها فعلم أنها موافقه على ما تسمع فهز رأسه وقال 

 اللى فى الخير يقدمه ربنا

بعد الغذاء هاتفته وابلغته بمعاد مقابلة والدها تلقى منها الخبر بسعاده كبيره وهو يشعر بمشاعر مختلفه بين القلق والسعاده قلق من مقابلة والدها وسعاده بأقتراب تحقيق حلم قلبه الذى طالما أنتظره طويلانعم كانت مشاعر السعاده ناقصه نظرا للحزن الذى يراه فى عينين والدته منذ أن أبلغها بمعاد تلك المقابله ولكنه كان يمتلىء بالامل فى أن يسود بينهما جو من الالفه والحب بعد أتمام الخطبه

رفضت والدته الذهاب معه ولكنه أصر بشدة أن تصحبه فى هذه الزياره وقد كان

توقفت والدته تحت البنايه التى تسكن بها دنيا ووقفت تنظر حولها وتقول تصدق انا كنت فاكره أن فى فرق كبير بينكم طريقة كلامها لما شوفتها أول مره خلتنى افتكر أنهم ياما هنا ياماهناك لكن طلعوا أهو ناس عاديه الفرق مش كبير يعنى ولا حاجه

أبتسم فارس وهو يحثها على دخول البنايه وقال

 شوفتى بقى علشان تعرفى انها مش هتتكبر عليا زى ما كنتى فاكره يا ست الكل

كان أستقبال والدة دنيا لهما باردا جدا شعرت به والدته منذ اللحظة الاولى التى وطأت بها باب بيتهم

أقبل عليهم والدها فى ترحاب شديد وبعد لحظات من الحديث مع فارس ووالدته شعر بالارتياح تجاهه وبمدى أحترامه لوالدته وتوقيره لها وهنا اقبلت دنيا بكامل زينتها ورحبت بهما وشعرت والدته ببعض البرود ايضا تجاهها وقد كان متبادل بينهما بمعنى أصح

تشجع فارس كثيرا عند حديثه مع والدها وهو يرى علامات الارتياح على وجهه وبكلماته المشجعه الداعمة له فقال

 عاوزين يا عمى بعد اذنك نحدد معاد الخطوبه ان شاء الله

أبتسم والدها وهو يقول 

 أدينى بس يومين تلاته كده اسأل عليك وانا هكلمك بنفسى أحدد معاك المعاد ان شاء الله

تدخلت والدتها قائله 

 بمناسبه الخطوبه عندك استعداد تجيب شبكه بكام

تدخل سمير قائلا 

 مش وقته الكلام ده دلوقتى لسه فى قاعده تانيه وبعدين الشبكه دى هدية العريس لعروسته

نظرت له زوجته پحده تتوعده بنظراتها وقالت بعصبيه

 أزاى يعنى لازم نحدد من دلوقتى ولا نيجى نلاقى الحكايه كلها دبلتين وخلاص

شعر فارس بالحرج من الحوار الدائر بينهم وقال

 ان شاء الله مش هنختلف على حاجه اللى دنيا تطلبه فى حدود أمكانياتى مش هتأخر بيه

كادت والدتها ان تهتف بعصبيه مرة أخرى ولكن دنيا كانت تجلس بجوارها فضغطت على يدها وهى تظهر السعاده على وجهها وقالت بسرعه

 مش مهم تمن الشبكه المهم معناها والتفتت الى والدتها وقالت وهى تضغط على يدها مرة أخرى

 مش كده يا ماما

زفرت والدتها وقالت وهى تنهض أنا هقوم أجيب الشاى أحسن

أنتهى اللقاء بتحديد موعد بعد ثلاثه ايام ينهى فيهم والدها سؤاله عن فارس ويعلمه بالنتيجهكان فارس يشعر بالاطمئنان من لقاءه بوالد دنيا فلقد رآه رجل حكيم ويعرف كيف يحكم على الرجال ولكن والدته قالت وهى تدلف من باب منزلهم وتغلق الباب بعصبيه خلفها

 

تم نسخ الرابط