الجزء الثالث والأخير رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
حد تانى النهارده
تنهد فارس بعمق وهو يقول بشوق
وحشتنى أوى يا عمرو
قال عمرو مبتسما
معلش يا روميو اصبر بكره تبقى فى بيتك
هتف فارس پغضب وهو يضرب سور الشرفة بيده
امتى بس يا عمرو وازاى بعد اللى حصل ده
انتفض جسدها وهى تجلس على فراشها ضامة لركبتيها بعد أن سمعت صوته ياتى إليها ويتسلل إلى مسامعها فى سكون الليل وقد نامت العيون وخلا الاحبة بعضهم إلى بعض ..
تفاجأ فارس بعمرو وهو يقول له بمرح
قول لجوليت تدخل جوه شويه لحسن هتقع كده
. لمحت والدها آتى من بعيد فاشارت إليه وعادت للداخل سريعا ...... ...
ها يا حضرة الظابط ايه الاخبار .. قالها فارس وهو يجلس فى المقعد المقابل للضابط الذى قال بثقة
كل حاجه ماشيه زى ما أحنا متفقين بالظبط .. باسم ونادر هيتسجلهم ويتقبض عليهم متلبسين بالرشوة
ابتسم فارس بسعادة وهو يقول بأمتنان
الحقيقة يا فندم مش عارف اشكر حضرتك أزاى ..
هو ليه حضرتك عرضت عليا المساعده فى الموضوع ده رغم أن القضية مكانتش معاك من الاول وكانت مع ظابط تانى
ابتسم الضابط وقال
فاكر قضية القتل اللى طليقتك كانت ماسكاها أهو انا كنت الظابط اللى عرضوا عليه رشوة علشان يغير اقواله فيها من يومها وانا متابع القضية دى وعرفت اللى حصل معاك واستجدعتك اوى ده غير انى كنت متأكد إن فى حد تانى بيساعد وائل وبيخططله من بعيد من غير ما يورط نفسه فى الحكايه ...
ولما عرفت موضوعك أنت وعمرو بالصدفه حبيت اساعدك وواحده واحده اتأكدت أن باسم ليه علاقة بالموضوع ده كمان واللى زى باسم ده عاوزله تخطيط جامد اوى وأدلة قوية علشان نقدر نقضى على فساده ولازم نحط ايدنا فى ايد بعض علشان نعرف نحوط عليه كويس أوى وميعرفش يطلع من ثغرات القانون اللى هو حافظه كويس ..
يعنى خلاص مش فاضل غير التسجيل وبعدين نطلع امر بالقبض عليهم
أومأ الضابط براسه وقال مؤكدا
التسجيل هيتم بكره زى ما اتفقنا مع خبير الاثار فى نفس اليوم بالليل هنقبض عليهم إن شاء الله
نظر إليه فارس بإعجاب وهو يقول
نفسى اسألك سؤال بيلح عليا دايما
أومأ الضابط برأسسه فقال قال فارس
أنت ليه مخفتش لما وائل هددك
ضحك الضابط وقال
وائل ده كان شكله يضحك اصلا وبعدين بيعرض الرشوة بسذاجه غريبة كده
علشان كده كنت متأكد ان فى حد وراه عاوز يوديه فى داهيه ..
ثم ضحك بشده وهو يتذكر جلسته مع وائل
وقال
تصدق يا دكتور فارس أنى لما قلتله حرام وهنروح من ربنا قالى هو أنت مش مربى دقنك ليه
ضحك فارس وهو يقول
هو يعنى محدش بيرفض الرشوة غير اللى ملتحين بس اما حاجه عجيبه اوى
تنهد الضابط وقال بشرود
اعذره يا دكتور الناس واخده فكره عن الظباط ان كلهم زى بعض ..
ثم استند بيديه على مكتبه وهو يقول بأسى
احنا فينا محترمين ومتدينين واصحابى وأعرفهم شخصيا بس مع الأسف بالنسبه للفاسدين نكاد نكون مش باينين اصلا
شعر فارس بالأسى الذى يكسو نبرة صوته فاراد ان يغير مجرى الحديث بمداعبة وقال
بس أنت غيظته وقلتله أنك هتربي دقنك بس مش دلوقتى
ضحك الضابط ضحكات رنانه وهو يقول
تصدق والله مكنش قصدى اغيظه انا قلتله اللى في قلبى
قال فارس باهتمام
وهو شغلكوا يسمح بكده
زفر الضابط بقوة وهو يردف
وايه اللى يمنع اذا كان فى ضباط مسلمين فى دول أوروبا ملتحين ومحدش بيقولهم حاجه وشايفين شغلهم تمام وهما فى دول نصارى اصلا ودين الدوله الاول النصرانيه حتى الدول اللى فيها بوذيين عندهم ظباط مسلمين ملتحين ومحدش بيتكلم معاهم ..
ثم لمعت عيناه وهو يقول بتحدى
بس عندى أمل فى بلدنا انها هتتغير فى يوم من الايام ان شاء الله
أهلا أهلا أتفضلوا .. أتفضل يا بشمهندس نادر أتفضل يا استاذ باسم ...
أبتسم باسم وهو يجلس وينظر إلى مفتش الاثار بثقة
افهم من المقابلة الحلوه دى أن التقرير خلاص اتكتب زى ما اتفقنا
هتف نادر
طبعا هى دى عايزة سؤال
فرك الرجل يديه بشغف وهو يقول
ولو انها مسؤلية كبيرة بس انا مقدرش حد يقصدنى ف حاجه وارجعه أيديه فاضيه
أستند باسم على مكتبه وهو يقول
واحنا كمان مش هنرجعلك ايديك فاضيه
قال نادر بلا مبالاة
مسؤلية ايه بس ياراجل اللى بتتكلم عنها أنت كتبت تقرير زى اللى اتكتب قبل كده من واحد تانى خالص
يبقى انت معملتش حاجه جديده يعنى بالعكس ده أنت اكدت على كلام زميلك
أومأ باسم برأسه وهو يقول مؤكدا
بالظبط كده ومتخافش مش هيقدروا يشككوا فى ده كمان
قال الرجل بلامبالاة وكأن الامر لا يعنيه
لمؤاخذه يعنى فى السؤال هو انتوا ليد بتدفعوا الفلوس دى كلها علشان القضيه تلبسوا انتوا بتكرهوا اوى كده
قال له باسم بحدة
الموضوع ده ميخصكش أنت ليك تاخد فلوسك وخلاص
حرك الرجل رأسه وقال مؤكدا
معاك حق وانا مالى خلاص اتفقنا تجولى هنا بكره الصبح ومعاكوا الفلوس وهوريكوا نسخه من التقرير اللى اتكتب
نهض باسم ونادر وهما ينظران إلى بعضهما البعض بأنتصار وقالا بثقة
تمام أوى كده
كان نادر بصحبة باسم فى شقته الخاصة ليلا بينما سمع باسم صوت رنين هاتف المنزل فقال نادر بقلق
أيه ده مين بيكلمك دلوقتى
نهض باسم متوجها إلى الهاتف وهو يترنح ثملا وضع سماعة الهاتف على اذنه وقبل أن يجيب سمع صوت أنثوى يصيح به
أنتوا ايه اللى أنتوا عملتوه ده يا أغبيا
نظر باسم لسماعة الهاتف وهو يعقد جبينه بدهشة ثم اعادها على أذنه مرة أخرى وهو يقول بتشتت
أنتى مين يا ست أنتى
صاحت پغضب
أنت غبى أنت واللى معاك وهتدفعوا تمن غبائكو ده غالى أوى
ضحك باسم وهو يقول بترنح
اهدى بس يا حلوة
صړخت فيه بشدة
بقى علشان أنت پتكره واحد والغبى اللى معاك بيكره التانى تقوموا تلفتوا النظر لينا ولشغلنا والعين تبقى علينا .. اللى عملتوا ده مش هيعدى بالساهل
متابعة القراءة