حكاية منة الفصل الثامن إلي الأخير

موقع أيام نيوز


محاولا إخفاءها يعني هطلقك عشان تعيشي حياتك مع حد تاني يستاهلك و يقدرك...
اڼصدمت منة و وجها يملأه الدموع تطلقني! وانت فاكر انك كدة مش بتظلمني تاني
صمت سامح و نظر إليها بوجوم..
أتبعت منة بدموعها ماتطلقنيش يا سامح أنا عايزة أفضل معاك...
نظر إليها بشوق يتفحص ملامحها وكأنه يحفرها في قلبه و ذاكرته سامحيني يا منة وآسف علي كل حاجة..

انتي طالق!!
قالها بحسم وتركها وخرج من غرفته توقفت منة عن الكلام الحركة والبكاء وكأن توقف زمانها عند هذه اللحظة ثم خرت على فراشه وصړخت صړخة مكتومة يتخللها البكاء وهي تضع كفيها على وجهها غير مصدقة لما حدث وظلت على وضعها لفترة ليست بقليلة...
وفي الخارج هرب سامح من والده إلى غرفة أخرى حتى يستطيع أن يعبر عن ما بداخله وحيدا فظل يبكي و يبكي و يطيح كل ما يقابله..
فالكثير منا لا يجيد التعبير عن حزنه إلا وهو منفردا بنفسه..
فقد أحبها و ما فعله كان فوق إرادته من وجهة نظره لا يريد لها ظلم مرة ثانية وأن بطلاقه لها يمنحها حريتها و لعل الله يعوضها بمن يعاملها كالأميرات فهي لا تستحق إلا ذلك..
أما هي فشعرت بأنها ليس لها مكان في هذا المنزل و بدأت بجمع أغراضها تاركة في كل ركن عبرة من عبراتها و غصة من قلبها ..جمعت ما لها في تلك الغرفة غرفة من كان وسيظل حبيبها ..وقعت عيناها على حلته التي كان يرتديها بالأمس خطت نحوها وأمسكت بها ضمتها إليها وسقطت دموعها عليها وظلت تستنشق عبيره منها لعلها آخر مره تشعر بنطفه منه وأخيرا تحسست وسادته و ضمتها ثم خرجت لغرفتها التي كانت بمثابة الأمان لها في لحظاتها القاسېة و الفرحة في لحظاتها الهانئة لملمت أغراضها لم تبقي شيئا خرجت لتجد توفيق في مكانه لا يدري ما قد تم بينهم بحثت عنه بنظرها يمينا و يسارا لم تجده..استوقف توفيق هيئتها..دموعها احمرار وجهها بأسها و حقيبتها فتوالت أسئلته عليها
في ايه يا منة ايه اللي حصل مالك فيه ايه
اڼهارت وهي تقول خلاص يا أونكل سامح طلقني..
صدم توفيق مما سمع ايه ليه يا بنتي حصل ايه 
_خايف يظلمني تانيمايعرفش انه كده بيظلمني تاني و تالت و لآخر العمر..
قالتها بصوت عال و بنفاذ صبر فأتبعت أنا آسفة ياأون كل اني عليت صوتيأشوف وشك بخير و لو عزت أي حاجة كلمني أنا بنتك..
وإبتسمت بوجه حزين يملؤه الدموعو هبقى أجيلك أقعد معاك وكمان أنضف المكتبة وآخد منها كتاب..
_طيب استني يا بنتي أما أناديه ونتفاهم..
_لا سيبه براحته عشان خاطري.
قبلت رأسهأ شوف وشك بخيربعد اذنك..
خرجت بخطوات واهنة وهي تنظر لكل ركن في المنزل وكل قطعة أثاث فيه وأوصدت الباب خلفهانزلت على الدرج حتى استوقفها فكرها هروح أقولهم ايه و هالة اللي فرحها كمان كام يوم هكسر فرحتها يارب دبرني أعمل ايه
إستقلت إحدى سيارات الأجرة و إتجهت إلى منزلها حتى وصلتصعدت و وقفت على الدرج وأخرجت مرآة من حقيبتها ومسحت وجهها لتخفي آثار الدموع و تلطف بإحمرارهقليلا ثم صعدت لتفتح لها هالة مقتضبة جبينهاايه اللي جابك تانيثم نظرت لحقيبتهاوايه الشنطة دي
قالت منة بمرح وإبتسامة مصطنعةأمشي يعني مش عايزاني
_لا يا بت مقصدش أصلك ملحقتيش..
_لا ماهو سامح قاللي روحي اقعدي مع هالة كام يوم لحد يوم خطوبتها أكيد هي محتجالك ..
_يا سلام ايه القلب الطيب ده
_أيوة طبعا و طيب أوي كمان..
_ماشي يا عم سامح الله يسهله بقا و يباركله كمان ياستي عشان خاطرك..
إبتسمت إبتسامة باهتة..
فمن الممېت أن تخفي ۏجعا يعصر القلب..فقط بإبتسامة..ففي القلب غصة و في العين دمعة و فوق الشفاه إبتسامة كاذبة...
_هي ماما نامت
_اه..بس أنا حاسة انك مش طبيعية فيكي حاجة..
_لا خالص أقولك علي خبر يطيرك من الفرحة
_ياريت..خير
_بابا الله يرحمه طلع برئ و ماخدش فلوس أونكل توفيق..
كانت ردة فعل هالة ليست بأقل منها فظلت تهلل و تكبر و تقبل منة..
وهناك حاول توفيق أن يتحدث مع سامح ولكن دون جدوى..
عم السكوت و جاء الليل الذي بدوره يجبر
القلوب و الخواطر أن تحكي عن ما فيها فنام من نام و سهر من سهر ..كل يبكي من أجل فقدان أحدهم....
وفي الصباح..
استيقظ سامح واغتسل و اعتزم الذهاب إلى عمله مضطرا وهناك..
اردف مصطفي ايه يا سامح بتصل بيك مابتردش و اتحرجت أجيلك البيت بصراحة عشان المدام يعني وكدة..
وكأن مصطفي يحدث نفسه فلم يعره سامح انتباها...
_الوون ايه يا معلم رحت لحد فين..
رد سامح بضجر بالله عليك يا مصطفي سيبني في حالي..
_في ايه يا ابني مالكموضوع الرجل النصاب بتاع الصفقة ده مضايقك يعني ولا إ...
انفعل سامح و ارتفع صوته وقاطعه پغضب يامصطفي بقولك اطلع من دماغي يا أخي بقا...
نظرله مصطفي بوجوم و مضى..شعر سامح بأنه انفعل على صديقه فذهب خلفه..
_ حقك عليا يلا اتعصبت عليك معلش..
_ياعم مش زعلان خلاص بس عايز اطمن عليك..لو عالفلوس في داهية المهم ان المدام بقت أمان دلوقتي...
كان رد سامح مفاجئ ومصدم لمصطفي المدام اتطلقت !!
صړخ مصطفي في وجهه ايه انت بتقول ايه يخربيتك..
_ اللي سمعته..
_طب ليه كدة
_مقدرتش يا مصطفي كل ما هبص في وشها هفتكر..
_أنا مش عارف أقولك ايه و ربنا ما عارف..
_ماتقولش يا مصطفي خلاص اللي حصل حصل....
قال جملته الأخيرة بيأس شديد شعر به صديقه فمن هيئته يتضح عليه معالم الحزن والأسي من وجوم إلى لحية طويلة إلى أعصاب تالفة.....
يتبع.....
الفصل الحادي عشر
أشرقت الشمس و توسطت كبد السماءوانتهى الجميع من محاضراته واجتمعوا في مكانهم المفضل ليتبادلوا أطراف الحوار..
فأردفت هالة مش ملاحظين ان الجو ده عايز بحر..
اتبعت نهلةاه والله يا بت يا هالةانتي بتقري أفكاريھموت وأروح البحر..
واتبع يحيى طيب ماتيجي نظبط يومين كدة في اسكندرية ولا مرسى مطروح..
تمتمت هالةأنا بعشق اسكندرية..
اتبعت نهلةلا أنا عايزة مطروحبحب شاطئ ليلى مراد أويهيييح بقا...
نظر يحيى الى هالة بهيام وأنا مع خطيبتي حبيبتي..
اتبعت نهلة بحزن طفولي يا سلام بقا خلاص نشوف منة..
كانت منة معهم بجسدها فقط ولكنها شاردة بذهنها لم تسمتع إلى حوارهم وفاقت من شرودها على هتاف هالةايه يا بنتي بنقولك اسكندرية ولا مطروح
اردفت منة بعدم تركيز نعم اؤمريني!
فضحك الجميع....
اردف يحيى الخناقة متوقفة على ردك تحبي نروح اسكنرية ولا مطروح
لا مع نفسكواأنا مش هروح في حته..
اردفت نهلة بإلحاحليه يا منة هاتي سامح و نروح انتوا ماعملتوش شهر عسل و فرصة نكون مع بعض..
وبذكر اسمه شحب وجهها و ارتبكت واعتدلت في عجالة لأ لأ انسوني أنا ماينفعش أروح..
اتبعت هال  طيب قومتي ليه راحة فين
أنا هروح..
اردفت هالةمع نفسك كدة
معلش يا هالة مصدعة ومش قادرة اقعد هسبقك أنا..يلا يا جماعة نتقابل بكرة ان شاء الله..
مضت و تركتهم في حالة من الذهول على حالتها..
وكزت نهلة هالة في ذراعها واتبعت البت دي مالها
تمتمت هالة بشرود معرفش بجد مش مريحاني..
اردف يحيي بتهكم ياساتر عليكوا افصلوا شوية عادي يعني تلاقيها زهقانة من الحر..
نظرت هالة و نهلة إلى بعضهن وافتتحت وصلة ضحك لا تنتهي..
اردفت هالة بضحك عاملين زي ريا وسکينة...
واتبعت نهلة ويحيى يبقى عبدالعال...
ضحك يحيي وياترى مين هيبقى حسبووو..
وساد جو المرح في جلستهم...
وصلت منة منزل والدتها ودخلت لتجدها تحضر الطعام
 

تم نسخ الرابط