حكاية منة الفصل الثامن إلي الأخير

موقع أيام نيوز


فإستئذنت منها أنها ستدخل غرفتها لتخلد الى النوم ولكن استوقفتها والدتها...
_أمال فين أختك
_في الجامعةأصلي تعبت من الحر و صدعت وسبقتها..
_منةانتي فيكي حاجة مش مظبوطة
إرتبكت منة ولم تسلم من مراقبة الآخرين لهاإزاي يعني يا ماما مانا كويسة أهو
_الكلام ده تقوليه لأختك لصحابك انما أنا أمك اللي أحس بيكي أكتر من نفسك...

زاغت نظراتها محاولة إخفاء دموعها الڤاضحة لها دائما..
_طيب زعلانة انتي وسامح
وأخيرا انهمرت دموعها عشان خاطري يا ماما مش حابة أتكلم دلوقتيعايزة أنام..
أخذتها والدتها بين أحضانها واتبعت وتسبيني قلقانة عليكي يا بنتيمالك يا حبيبتي بټعيطي ليهده أنا أمك يا منة فضفضي عن قلبك يا بنتي واحكيلي ..
انسحبت من حضڼ والدتها طيب بصي هقولك على كل حاجة أوعدك والله بس مش دلوقتي ماشي
_امال امتي
_بعد خطوبة هالة وعشان خاطري ماتضغطيش عليا تاني وأنا هاجي أقولك من نفسي...
ردت والدتها بحزن كدة يا منة ماشي يا بنتي اللي يريحك..
قبلتها منة واتبعت اطمني يا حبيبتي أنا تمام أهو ومفيش حاجة يلا بقا تصبحي علي خير.
_يارب يا بنتي تبقي كويسةوانتي من أهل الخير...
دخلت إلى غرفتها و أوصدت الباب لتفرج عن همها و حملها الثقيل فاڼهارت على الفراش من البكاء حتى راحت في سباتها بملابسها...
وفي مكتبه بعد يوم شاق و مرهق في العمل..
اردف مصطفيلا خلاص بجد مش قادر..
استند سامح بظهره على مقعده مغمضا عينيهولا أنا فصلت خالص و جعت جدا..
اتبع مصطفي بشغفبقولك ايه أمي عاملة النهاردة صينية مكرونة بالبشاميل تستاهل بوءكقوم يلا معايا نتغدي سوادي هتفرح بيك جدا..
وذكرته صينية المكرونة بمنة فشرد مبتسما فأردف مصطفي مازحا ..
_ايه ده هي أمي وحشاك أوي كدة
_لا بصراحةمنة هي اللي وحشاني أوي...
_اممم ولما انت وقعت فيها كدة طلقتها ليه
_غصب عني واللهبس أنا ندمان بجد الشيطان ده يا أخي أما بيصدق يلاقيك بتطق شرار يفضل بقا ينخر في نفوخك لحد ما تنفذ اللي هو عايزه...
_يا سلام على تشبيهاتك يا سامح..طبعا يابني بس برده الشيطان ضعيف إن كيد الشيطان كان ضعيفا وماكنش لازم تستسلمله بسهولة كدة..من الآخر انت أصلا متسرع و دايما بتفرض النية السيئة لحد ما تبانلك الحقيقة..
_فعلا أنا عارف اني اتسرعت بس والله بجد ماكنتش قادر أبص في وشها أنا كنت بعاملها بقرف و ندالة و قلة ذوق و كل ما تتخيله ازاي فجأة كده أنسى...
_انت غريب جدا اذا كان هي اللي حصل فيها كدة قالتلك أنا مسامحاك و نسيت كل حاجة عشان بتحبك يا سامح...
وصمت قليلا ثم ضحك واتبع تصدق أول مرة أركز في اسمك!!
رفع سامح حاجبه بإستغراب وماله اسمي
_سامح اسمك سامح يعني انت مش عارف تسامح يا سامح فاهم حاجة يا ساااامح...
_تصدق وأنا برده أول مرة أركز في اسميوشرد سامح وهو يقول بحزن بس تعرف يا مصطفي منة دي بنت غير كل البنات تركيبة كدة من الملايكة رقة طيبةتربية كسوف كدة ماشفتوش في بنات كتير ..
_ لا إله إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين قر واعترف انك حبيتها انهار أبوس ايدك انهار...
ابتسم سامح في صمت...
_طيب هنعد نسرح وكدة لا مش طالبة قوم يلا زمان المكرونة خلصت ..
وانتقلا إلى منزل مصطفي...
وصلت هالة إلى منزلها ودخلت على والدتها في المطبخ..
_السلام عليكم يا ماما..
_وعليكم السلام يا حبيبتيأحطلك تتغدي
_انتوا اتغديتوا
_لاأختك جت نامت وأنا معرفتش آكل لوحدي..
_امم طيب لو انتي جعانة آكل معاكي لو عادي يعني نستنى منة لما تصحى..
_طيب خلاص نستناها بقولك ايه تعرفي حاجة عن أختك
_حاجة زي ايه يعني
_في حاجة مزعلاها
تنهدت هالة والله يا ماما أنا حاسة بس هي مقالتليش حاجة..
_ماشي يا بنتي..
مرت الأيام على وتيرة واحدة من الحزن المكتوم و الظاهر للبعض و الفرح للبعض الآخر حتى موعد الخطبة المحدد لهالة...
في قاعة كبيرة ممتدة بردهة طويلة تصل إلى حديقة خلابةاستقبل الجموع من الأقارب و الأحباب ملكتهم المتوجة بفستانها الذهبي المنفوش المرصع بالفصوص البراقة وحجابها من نفس اللون ينسدل منه طرحة شفافة زادتها جمالا و روعة تتعلق بذراع عمها وكيلها الوحيد الذي سلمها الى يحيى وكان بحلته السوداء الأنيقة و ربطة عنقه الذهبية دخلوا إلى القاعة بزفة مبهجة ..وكانت منة ترتدي فستانها الأسمر اللامع الذي ضاف إليها لمسة من الحزن وحجابها الأحمر تقف الى جانبها نهلة ذات الفستان الأخضر و حجابها من نفس لون الفستان والذي زادها حيوية..
واجتمعت والدتي العروس و العريس معا على طاولة واحدة تتبادلان دموع الفرحة كل واحدة منهن مرة..وهناك يجلس محمد على طاولة منفردة مع صديقه سامر الذي لم يرفع نظره عن نهلة وتعلق نظر محمد بمنة أينما ذهبت حتى بدأت وصلات الرقص فإنطلق الجميع إلى منتصف القاعة و تبقت منة على طاولتها تكتفي بالمشاهدة اقترب منها محمد و جلس بجوارها..
_مبروك لهالة يا منة
_الله يبارك فيك يا محمد ربنا يكملهم على خير يارب وعقبالك ان شاء الله..
صمت محمد قليلا وقد لاحظ عيناها الممتلئة بالدموع و حزنها المخفي بين ملامحها الهادئة فقال مالك يا منة في حاجة مضايقاكي
قالت بإبتسامة مصطنعة لا خالص..شعرت منة بخېانة دموعها التي تقف على جفنيها تستعد للخروج فاعتدلت سريعا واستئذنت محمد قليلا..
_طيب آجي معاكي..
_لأ ماتتعبش نفسك..
هربت من هذا الصخب إلى الحديقة الهادئة نسبيا لتنطلق دموعها من مقلتيهافجلست على إحدى المقاعد لتفرغ ما في تلك العيون من ألم و أنينلا تدري أنها مراقبة من جميع الجهات فلم يستطع محمد صبرا فقرر أن يراقبها من بعيد و الآخر أخذه الحنين والشوق لرؤيتها وأخذته قدميه إليها ليراها من بعيد فكان سامح يقف على مسافة بعيدة منها يبكي قلبه لفراقها...
جلست منة لحالها تتذكر ما مرت به في تلك الأيام السابقة تذكرت يوم المكتبة ولمسته لها و نظراته التي نبأت عن ولادة حبه لها في قلبه ولكن أين وصل بها الحال إلي الطلاق..
تمتمت بقا هي دي هديتك ليا يا سامح في عيد ميلادي..
و زادت دموعها المنهمرة على وجنتيها حينها شعر رجل من الإثنين بعدم تحمله لرؤيتها بهذا الحال فاقترب منها وجلس بجابنبها..
_انتي بټعيطي
مسحت دموعها واتبعت محمد
_مالك يا منةفي حد ضايقك
_لأ مفيش..
_امال بټعيطي ليه دلوقتي وسايبة الفرح وقاعدة لوحدك
_مفيش اتخنقت شوية قلت اطلع اشم شوية هوا..
تنحنح قليلا واتبع طيب هو جوزك مجاش معاكي ليه
_هه..عنده شغل..
_طيب قومي ندخل جوة زمان هالة بتدور عليكي..
_لا هي مبسوطة مش محتجاني دلوقتي..
_لا طبعا ازاي انتي اختها واكيد عايزاكي جمبها..
_معلش يا محمد ادخل انت وأنا شوية كدة وهاجي..
ويراقبهم سامح من بعيد وتكاد الغيرة أن تمزق قلبه ويزداد غضبه لم يسيطر على نفسه فإتجه نحوهم...
_السلام عليكم..
خفق قلبها سريعا ورفعت نظرها إليه في وجوم ثم نظرت للأسفل..
رد محمد وعليكم السلام..
اردف سامح بغيظ مكتوم مبروك يا أستاذ محمد عقبالك كدة ان شاء الله..
رد وهو يعتدل الله يبارك فيك ان شاء اللهبعد اذنكم..
اتفضل..
رحل محمد وجلس سامح مكانه في صمت تام فاعتدلت منة للرحيل بعد اذنك..
أمسك يدها فسحبتها منه مسرعة..
فاتبع آسفممكن اتكلم معاكي.
تمتمت منة وهي تتلاشي النظر إليهأنا لازم أرجع..
من فضلك يا منة..
من فضلك انت يا سامح بعد إذنك..
ورحلت وهي تتمني أن يعود مرة أخرى فهي تشتاق إليه كثيرا ولكنه تجمد مكانه كانت ټموت بداخلها
وتود
 

تم نسخ الرابط