تخاريف مين يا هانم

موقع أيام نيوز

من كل شيء حوله كان كافيا ليتنفس هواءها وليلها المشاغب مهما ابتعد فالليل في بلاده يختلف عما سواها
توقفت السيارة أمام البيت خرج منها سريعا وأخيه يقترب ليمسك بذراعه مشتاقا إليه بقوة ليحتضنه مبتسما كبرت يا أحمد وبقيت راجل أهو
_ من زمان يا ليث بس أنت اللى مسافر بقالك زمان
تحدثت نهال وعيناها مازالت تلتهمه قائلة خلاص بقى يا أحمد ليث مش هيسافر تانى .......صح يا ليث
ونظرتها غريبة عليه مختلفة كانا قديما أصدقاء لكنها تنظر إليه الآن نظرة غريبة عنه ولكن الوقت غير كافى ليحاول فهم نظرتها الغريبة
لم يكن يعلم كم هي قاسېة تلك الغربة التي أخذته من أحضان أمه دموعها بللت قميصه متشبثة به وكأنها تخشى الفراق من جديد
نحيبها يتعالى بقوة تقهر قلبه الذى طاوعه طوال خمس سنوات على عدم العودة
أبعدته قليلا تتحسس وجهه لتتأكد أنه عاد من جديد تقبل وجنته مرارا وتكرارا
أمسك بكفيها ........ باحتياج إليها وإلى رؤيتها مرة أخرى
ابتعد عنها قليلا متجها نحو شقيقته الصغرى منة التي تقف تنظر إليه بلهفة تتفحصه تحاول تذكر ملامحه التي غابت عنها لسنوات طويلة كانت هي مازالت في نهاية المرحلة الإعدادية
اقترب منها مبتسمامش عاوزة تسلمى عليا
أسرعت نحوه ليضمها بقوة وحشتينى أوى يا منة
كبرتى اهو وبقيتى عروسة زى القمر
إلتف ناحية أمه أومال فين بابا
اختفت ابتسامة والدته علية لتنظر ناحية غرفته بابا تعبان يا ليث ومحتاجاك جنبه يا ابنى
وقف على عتبة غرفة والده يلتهم ملامحه بشوق
لا يعرف أيلومه أم يلوم حاله على فراقهم
اقترب منه مسرعا عندما رأه يفتح عيناه وينظر إليه وكأنه لا يصدق أنه أمامه
جثى على إحدى ركبتيه بجوار سرير والده يقبل كفه وعيناه تذرف دمعا حاول كثيرا السيطرة عليه ولكنه فشل حتى ترك لنفسه العنان
رفع عيناه لوالده الذى يبتسم بضعف ليعتدل ويجلس بجواره ويشد والده على كفه بقوة رجعت يا ليث
ابتسم ليث ببساطة لما عرفت أنك عاوزنى كان لازم أرجع يا بابا
أخذ الوقت الكافى ليلقى عن كاهله عناء السفر ولكنه رفض النوم. الراحة قبل أن يستمع لوالده قبل أن يعرف كل شيء
ظلا يتحدثان لساعات طويلة لم يشعرا بها
حسين يتحدث وليث يستمع بكل ذرة في كيانه
ترتسم أمامه المؤامرة التي حكاها عمه ليحصل على كل شيء
إمضاء والده ليس مزور ولكنه مضى عليه معتقدا أنها أوراق أخرى خاصة بالعمل
لا يعلم أن أخيه استغل مرضه ودبر الأمر برمته
أوراق تمكنه من استغلال والسيطرة على كل شيء
وضاع تعب السنين
آلت الشركة لعمه نوح وإبنه من بعده
ترك والده ليستريح وذهب لغرفته يحمل بيده كوب الشاي الذى أعده لحاله يقف في شرفة غرفته وعقله يعمل ويعمل
محاولة لإعادة كل شيء
تفكيره وتركيزه على أمر واحد
استعادة ما سلب منهم
ورغم عقلانيته ولكنه يعلم تماما أن عمه لن يترك الأمر للصدفة أو لمحاولات فاشلة يحاولها ليث لإستعادة الشركة أما الأموال ستعود عندما يمسك بزمام الأمور من جديد هو يعرف أنه قادر على النهوض بالشركة من جديد
سنوات عمله بالخارج والخبرة التي اكتسبها وسمعة والده الطيبة حتما سيساعدون في إعادة كسب الثقة ولكن الأمر لم يكن سهلا
الورق الذى يمتلكه عمه يعطيه الحق في إدارة الشركة مدى الحياة أي أنه لن يكون له الحق في شيء سيكون مجرد موظف في شركة والده ولكنه دائما لا يرضى بالأمر الواقع
فكرة لمعت في عقله يعرف أنها فكرة مچنونة ولكنه سيستعيد بها حقه وحق والده سيعود كل شيء كما كان وابتسامة ماكرة تداعب ثغره وهو يرسم أمامه
ستة أشهر قضتها في محاولة لإستعادة ذاتها
ستة أشهر تقضى وقتها في غرفتها منعزلة عن الجميع رافضة لفكرة التأقلم من جديد
ټقتلها نظرات الشفقة التي تراها في عيون أبيها وأمها وصديقتها المقربة
ټقتلها نظرات الشماتة من زوجة أخيها
ونظرات كل من تلذذ بسمعتها
ېقتلها إحساس الظلم والغدر
لم تذنب
لم تخطئ لتنال من القسۏة والألم ما تلاقيه الأن
حاولت .......صدقا حاولت أن تعود كما كانت
مرحة .......شقية
تغزو البسمة وجنتيها
ولكنها فشلت
لم تعد قادرة على خداع حالها أكثر
يومها يبدأ وينتهى في نفس المكان
نفس الركن الذى أخذ منها أياما وليالي وهى قابعة فيه تنظر للسماء بصمت بداخلها الكثير والكثير
بداخلها ڼار تلتهم شبابها
بداخلها دوامة تلتهم تفكيرها
تلتهم أيامها وهى ساكنة مستسلمة
لكن أبيها لا يعجبه الحال
دائما يرفض الأمر الواقع إذا كان يأتي بالخسارة
تم نسخ الرابط