رواية اخطائي الجزء الأخير
المحتويات
ليا
قلبت عينيها بعدما تفهمت إلى ماذا يرمي ثم قالت بإندفاع بنبرة تحمل فخر ودفاع مستتر أغاظة بشده
هو جوزي
ابتسم بسمة مسمۏمة پغضب أعمى وهسهس متهكما
غريبة... مقولتليش ليه كنت بسايره كالعادة دلوقتي بتدافعي عنه وعن سلطته الجبرية عليك بكل رضى...اتغيرتي كتير يا نادو وتغيرك ده مش مطمني
تأففت هي بثبات وبنبرة قوية كي يكف عن تلك التهكمات الصائبة
هز رأسه بحركة غير متزنة بالمرة تنم عن ڠضب عظيم وعقب بملامح لا تفسر
مش هيحصل يا نادو
جعدت حاجبيها بتوجس من تهديده المبطن لها الذي أوضحه بنظرات مشټعلة وبنبرة تقطر بالوعيد
مش طارق المسيري اللي يتلعب بيه ولو كنت فاكرة أنك هتخلصي مني بالسهولة دي تبقي بتحلمي
دار بؤبؤ عيناها بړعب من تهديده المتكرر وشحب وجهها وإن كادت
نادين واقفة مع البني آدم ده ليه
قالتها نغم بجدية شديدة وهي ترشق طارق بنظرات متدنية اغاظته للغاية وخاصة حين وجهت حديثها له بنبرة قوية محتدة جعلت الانظار تتلفت لهم
وأنت واقف ليه كده مش نبهتك قبل كده تحترم نفسك وملكش دعوة بيها
جالت نادين بعيناها محيط المكان ولاحقت الموقف
نغم الله يخليك متكبريش الموضوع كل الحكاية أنه كان بيسألني على حاجة وجاوبته خلاص.
طيب مستني ايه أتفضل
قلب عينه بغيظ وقد لعنها بسره ربما للمرة الألف بعد المائة ثم قال من بين اسنانه
ماشي همشي بس لسة للحديث بقية يا نادو
ذلك آخر ما تفوه به قبل أن يتركها تزفر بإرتياح نغم مغمضة العينين وكأنها تستجمع ذاتها نظرت نغم لموضع يدها المرتجفة التي تتشبث بها ولاحظت شحوب وجهها لتسألها بتوجس
هزت رأسها وحاولت أن تتماسك كي لا تشعرها بشيء قائلة
مفيش حاجة غير اللي قولتهالك وبلاش طريقتك دي الله يخليك انا اعصابي بايظة لوحدها وعايزة أروح
شعرت نغم بالريبة اكثرمن تصرفاتها وردود أفعالها مما أكد لها أنها تخفي أمر جلل يصعب عليها التصريح به لذلك طمئنتها قائلة وهي تربت على ذراعها
الشاب ده لو بيضايقك بأي شكل مينفعش تسكتي ولازم توقفيه عند حده احكيلي وهنشوف حل مع بعض
نفت برأسها مستنكرة وهي تقطم شفاهها تكتم انين قلبها فليس كل شيء بداخلها تستطيع البوح به وبالرغم من كون نغم تتفهمها وتوجهها للطريق الصحيح في كل مرة تخطئ بها ولكن الآن لا تعلم هل ستتفهمها ايضا أم ستتحامل عليها وتوبخها وتزيد أعبائها لذلك قالت كي تفر من ضغطها على أعصابها بنبرة صدرت منها دون قصد متلعثمة
قالتها وتركض هاربة بينما نغم فكانت تشعر بشعور مقبض يداهمها وهي تتطلع لآثارها وكم دعت الله أن تكون كل شكوكها بغير محلها.
كان ينتظرها يتلهف كي تطمئنه وها هي تركض إليه وتصعد بجواره ليتساءل بقلق
هااا عملتي ايه طمنيني
اجابته ببسمة باهتة
الحمد لله متقلقش
زفر بأرتياح بينما هي استأنفت بمشاعر جارفة وهي بأنامله وكأنها تتأكد أنه مازال معها و توده ينعمها بتلك الطمأنينة الدائمة التي يهددها ذلك المقيت
على فكرة وحشتني...
لاحظ رجفتها وفسر الأمر كونه توتر عادي بسبب الإختبارات لذلك كوب يدها براحتيه بإحتواء وقال ببحة صوته المميزة التي تعشقها وتشعر أنها تنفذ لقلبها
أنت وحشتيني أكتر عارفة بقالك أد أيه بعيد عني انا عاددهم بالدقيقة يا مغلباني
هامت بوجهه وبتلك الناعستين الدافئة التي تشملها ثم قالت بنبرة معذبة وبقلب يخشى الفراق
أوعدني أنك متبعدش عني وان مفيش حاجه هتفرقنا غير المۏت يا يامن
جعد حاجبيه مستغربا ذلك الخۏف الذي يسكن عيناها ويفوح من حديثها وطمئنها
أوعدك يا قلب يا يامن بس علشان خاطري بلاش سيرة المۏت
هزت رأسها بحركة بسيطة وعيناها تغرغر بالدمع فحقا تعشقه ولا تريد خسارته ولكن كيف الفرار من توابع أفعالها
لاحظ غيوم عيناها و سألها بإسترابة
نادين مالك انت بقالك كام يوم مش عجباني وعلطول سرحانة أنا مقدر أن الأيام دي مضغوطة بس مش عارف ليه حاسس ان في حاجة شغلاك وعلطول موتراك
حاولت أن تستعيد رباط جأشها وقد اخفت دمعاتها سريعا مستنكرة
حبيبي مفيش...انا بس أعصابي مشدودة بسبب المذاكرة
تنهد تنهيدة مطولة ثم قال محفزا إياها
هانت يا حبيبتي خلاص كام يوم وكل ده هيعدي وساعتها هدلعك اخر دلع وهاخدك ونسافر أي حتة تشاوري عليها علشان تريحي اعصابك
ايوة كده اضحك خلي شمسي تطلع
يالهوي هو في جمدان كده...
نكزته بكتفه كي يكف عن إخجالها بينما هو شاكسها وهو يرفع يده داعيا
يارب قويني وعدي الكام يوم دول على خير أنا مش عايز اتهور
هزت رأسها بلافائدة بينما هو استرسل وهو يشعل مقود السيارة
ماشي يا مغلباني ...وعلى فكرة قبل ما انسى خالك سعيد كلمني وقلق عليك لما لقى تليفونك مقفول بس انا طمنته وقولتله أني هخليك تكلميه
أومأت له بينما تساءل هو مستغربا
بصراحة
متابعة القراءة