أنا لها شمس
المحتويات
لاحظت إنزعاج إيثار لتقول في محاولة لإصلاح ما أفسدته
انا مقولتش إنك بتكذبيأنا بس مستغربة
سحبت عنها بصرها ولم تجيبها لشدة ڠضبها لتسترسل الاخرى كلمات مبررة
هكلمك بصراحة ومتزعليششوفي أنا ظروف عيلتي أحسن من ظروفكم إزايده غير إن ابويا موظف بالشهر العقاري وحياتنا إلى حد ما مرتاحة عنكم
مالت برأسها لتقول بصدق
واسترسلت بعيناي حالمة بجشع
وحلم عمري أدخل وسطيهم وعيالي يبقوا منهم علشان مايعشوش الفقر اللي أنا عيشته
لتستطرد نافية وهي تشير بسبابتها
ومع ذلك عمري ما جرأت ولا خطړ حتى على بالي إني أحلم بحد من عيال الحاج نصر البنهاوي
تقوم إنت يتقدم لك إبن كبير البنهاوية كده مرة واحدة!
تنهدت إيثار بضيق لما رأته من حقد وتقليل غير مبرر بشأن عائلتها والتي لا تختلف كثيرا عن عائلة الأخرى سوى أن والدها حصل على شهادة متوسطة وعين بمصلحة الشهر العقاري ليباغتها سؤال تلك التي مازال الذهول يسيطر عليها
رفعت عينيها لتقول سريعا
لا طبعاماما لو عرفت هتقول لبابا وإخواتي ولو عزيز بالذات عرف مستحيل يديني فرصة أفكر
طبعا هو كان يحلم ولا يطول...نطقتها ببغض لتنهرها الاخرى بنبرة غاضبة
هو فيه يا سمية عمالة ترمي دبش من بقك من ساعة ما حكيت لك الموضوع ولا عاملة أي حساب لمشاعري
لتستطرد بكبرياء نابع من داخلها ورثته عن والدها
ابتلعت لعابها لتتحدث بنعومة كالحياء
إنت زعلتي كده ليه أنا بفضفض معاكي
واستطردت لتدخل الريبة بقلبها
ضيقت بين عينيها لتستطرد الاخرى بإصرار
الواد ده شكله بيلعب بيكيواضحة زي عين الشمس هو معرفش يوصل لك ولا لك زي ما حكيتي لي الوقت فقال يدخل لك من ناحية الجواز علشان تفكي معاه ويطول منك اللي معرفش ياخده في الأول وبعد كده يرميكي
هزت رأسها لتقول بنفي
لتسترسل بابتسامة حين تذكرت هيأته
الحب كان باين في عنيه يا سمية
هتفت الاخرى باستنكار لتبعد عنها تلك الفكرة
طول عمرك عبيطة ومبتفهميش في الناس
ضيقت عينيها بتفكر لتهتف بعدما طرأت على مخيلتها فكرة شيطانية
أنا جت لي حتت فكرة هتخليني أكشف لك إذا كان بيلعب بيكي ولا لاء
قطبت الاخرى جبينها لتطالعها مستفهمة لتسترسل الاخرى بدهاء
أنا هاجي معاكي الجامعة يوم السبت واركب العربية معاكم وانا بطريقتي هوقعهولك في الكلام علشان أكشفه وساعتها هنعرف إذا كان بيحبك بجد ولا بيلعب عليك
نظرت لها بحيرة لتهتف الاخرة پغضب ظهر بعينيها
بس إنت طلعتي خبيثة قوي يا بت يا إيثار الواد بقاله شهر ونص بيجري وراك ومقضينها حكاوي معاه في المواصلات ولا جبتي لي سيرة
زفرت إيثار لترد على تلك التي تحولت وظهر ما بداخلها من حقد دفعة واحدة وكأنها تستكشف شخصيتها لأول مرة
هقول لك إيه والموضوع كله مكنش في بالي
لتستطرد بحيرة ظهرت بعينيها
أنا لحد الوقت لسة بفكر أوافق وأخليه يكلم أبوه ولا أخدها من قصيرها وأرفضه واريح دماغي
هتفت على عجالة بتخوف
استني لما أقابله يوم السبت وساعتها أنا اللي هقول لك تعملي إيه
صمتت لتشتعل عيناي الأخرى بالحقد وهى تتطلع على تلك الإيثار وباتت تتساءل ما الذي اعجبه بها ليختارها هي دون غيرها تلك البلهاء التي لم تهتم يوما بالزواج من شابا ثريا تأتيها الفرصة على طبق من
ذهب بل وتتمنع وتطلب منه منحها الوقت للتفكيربينما هي التي قضت سنواتها في عناء البحث عن فرصة لاصطيادها عريسا ثريا ليحقق لها أحلامها ويمنحها حياة أفضل من حياتها البائسة لم تجدها إلى الأن
عودة للحاضر وسنعود فيما بعد لسرد ما حدث بالماضي
عصرافي قصر المستشار علام زين الدينيقف داخل كبينة الإستحمام الزجاجية مغمض العينين ساندا بساعداه على الحائط الرخامي والمياه تنهمر على رأسه لتمر على ج. سده لتنعش روحه المنهكة من العمل طيلة اليومتنفس بعمق ليفتح عينيه باسطا ذراعه يجلب زجاجة صابون الشعر ليأخذ منها القليل ويضعه فوق رأسه ليدلكه برفق ويميل برأسه من جديد تحت صنبور المياه ليغتسل جيداخرج من الكبينة ليجذب منشفة قطنية كبيرة يلفها حول خ. صره وأخرى صغيره ليجفف بها شعر رأسه ليتحرك من الحمام إلى غرفة الملابس لينتقي بذلة قيمة يحضر بها ميعاده مع رجل الأعمال صلاح عبدالعزيز بعدما عقد النية على التدخل بشكل شخصي لفض هذا الصراع الدائر بينه وبين خصمهأيمن الأباصيريوصل لحديقة القصر في طريقه للجراچ ليتوقف حين وجد والداه يجلسان حول حوض السباحة ويحتسيان معا كوبان من القهوة الساخنة ليقول بابتسامة خاڤتة
مساء الخير
مساء النور يا فؤاد...نطقها علام لتقول عصمت بنبرة حنون وهي تشير إليه بالجلوس
تعالى اشرب معانا فنجان قهوة
أجابها غامزا بعينه الشمال
مش حابب أكون عزول واضايق معالي المستشار يا دكتورة
ابتسم علام ساخرا ليجيب بمشاكسة لنجله المحبب والمقرب لقلبه
ماتتلككش بمعالي المستشار يا حبيبيإنت أصلا متشيك وباين عليك عندك ميعاد مهم
رفع كفاه لأعلى باستسلام ليقول
دايما كاشف اللي جوايا جنابكمحدش يعرف يعدي من تحت إيدك أبدا
دقق النظر له ليقول بصوت جاد
شكلك رايح المشوار اللي بلغتني بيه إمبارح
بالظبط يا باشا ليستطرد بإبانة
لما عملت تحرياتي عن صلاح عبدالعزيز لقيت إنه حد محترم وحرام ينتهى تاريخه بسبب رغبة عامية في الإنتقام
إعمل اللي إنت شايفه صح يا سيادة المستشارانا واثق في تفكيرك وواثق إنك هتحل القضية بمنتهى العقل والحكمةربنا يوفقك... قالها بعينين فخورة بنجله ليشكره فؤاد ويتحرك باتجاه الجراچ
خرج من القصر ليستقل مقعده خلف المقود وينطلق بسرعة باتجاه منزل صلاحتوقف بحديقة المنزل ليجد رجلين من الحراسة الخاصة بانتظاره ليصطحباه للداخل وجد الرجل ونجله الكبير بانتظاره ليقوما بالترحاب الشديد به لمعرفتهما بشخصه وبمنصب أباه العظيمأشار صلاح إليه بالجلوس ليفتح زرار حلته ثم جلس منتصب الظهر واضعا ساقا فوق الأخرى بمظهر جذاب ليبدأ حديثه بعملية
طبعا حضرتك بتسأل نفسك أنا ليه أخدت ميعاد منك وطلبت إن الزيارة تبقى في بيتك
حضرتك تشرف أي مكان تدخله يا سيادة المستشار... كلمات نطقها صلاح بتهذيب ليشكره فؤاد قائلا بلباقة
متشكر جدا يا صلاح بيه
واستطرد بعملية اكتسبها من منصبه
أنا هدخل في الموضوع على طول علشان مضيعش وقت حضراتكم الموضوع وباختصار خاص بقضية محاولة أيمن الأباصيري
ارتبك داخل صلاح وحاول جاهدا التماسك ليقول في محاولة لابعاد التهمة عنه
سبق وحضرتك استدعتني لمكتبك واستجوبتني بخصوص القضية والحمدلله إنت بنفسك أمرت بإخلاء سبيلي لما التحريات أثبتت إني مليش أي علاقة بموضوع اللي إسمه أيمن
ليسترسل بإبانة
وإني يومها كنت عازم أهل مرات إبني هنا في فيلتي والكل شهد على كدة
ابتسامة جانبية ارتسمت على شفتيه أوحت ل الأخر بأنه ليس مقتنعا بتلك النتيجة ليقول بذات مغزى
د السلوفان ليقترب نجله سريعا ممسكا بالقداحة ليشعل السېجار لأبيه تحت نظرات فؤاد المتفحصة والذي تأكد من خلالها توتر صلاح الذي وأخيرا خرج صوته محاولا الثبات
تقصد إيه بكلامك ده يا سيادة المستشارياريت تتكلم بوضوح أكثر من كده
أقصد إن أصابع الإتهام كلها بتدور حواليك يا صلاح بيه...نطقها بقوة وهو يوجه له الاتهام عبر نظراته ليستطرد بإبانة
خلينا نتكلم بالمنطق ونبص للموضوع بشموليةأولا أيمن الأباصيري برغم إنه من أكبر وأشهر رجال الأعمال في البلد إلا إنه ملوش اي أعداء وده عرفناه من خلال تحريات النيابة وكمان شهادة الشهودمن ساعة حاډثة بسام إبن حضرتك الراجل اتعرض لثلاث محاولات
ليستطرد بعيني بهما اتهام
محاولة تسميمه في قلب بيته على إيد الشغالة اللي اعترفت إن فيه حد إتواصل معاها وسلمها مأتين
ألف جنية وقزازة سم وقالها تحط له منها في القهوةووعدها لما يتأكد من خبر مۏت أيمن هتاخد زيهم كمان
وضع السېجار بفمه ليسحب أكبر قدر من الدخان ثم يخرجه بقوة ليشكل سحابة فوق رأس الرجل ويعبيء المكان تحت نظرات فؤاد المتفحصة له وكشفه لتوتر الرجل الذي يحاول جاهدا بتخبأته لكنه يكشفه بحس رجل القانون الموجود بداخله ليستطرد راويا
ده غير إنك روحت له بيته وهددته صراحتا إنك مش هتسيبه غير وهو چثة زي ما عمل في إبنك بسام والكلام ده قدمه أيمن عندي في محضر رسمي من يومين وشهد عليه كل العمال اللي في بيته
أشار ممثلا بيده ليقول باتهام صريح
بعد كل الدلائل دي فسر لي بقى وقولي مين ليه مصلحة أيمن غير حضرتك
الشباب هتف هيثم نجل صلاح بغطرسة وصوت مرتفع خالي من اللباقة
وإحنا مالنا بكل الكلام اللي إنت بتقوله دهإنت لو عندك دليل واحد ضد بابا مكنتش خرجته من النيابة أساسا
احتدت ملامح وجهه من حديث ذاك الشاب لي الكلام
نظرات لائمة أطلقها صلاح إلى نجله لتخرسه في الحال ليستطرد الاخر بحديث شبه ټهديدي
ثانيا وده الأهم انا تحرياتي لسه مستمرة وأكيد هتنكشف أمور كتير
رمق صلاح بنظرة ذات مغزى ليكمل
إسأل على فؤاد زين الدين وإنت تعرف إن عمري ما أخدت قضية إلا وقفلتها مهما كانت صعوبتها أو الأدلة ضعيفة
ارتبك صلاح لتيقنه صحة ما قاله ذاك الدؤوب في عمله والمعروف عنه داخل وسطه بالنزاهة والتفاني والمهارة العالية بفك ألغاز القضايا لذا يوكل إليه القضايا المعقدة من قبل رؤساءهسأله متوجسا
إنت عاوز إيه بالظبط يا سيادة المستشارما تجيب من الأخر!
أراح ظهره للخلف أكثر وانتظر لدخول العاملة التي تحركت بعربة تقديم الضيافة وبدأت بسكب الشاي وتقديمه مع قطعة حلوى ليشكرها ثم استكمل حديثه قائلا بوضوح
من الأخر أنا عاوز أحل القضية بشكل ودي بينكم بعيدا عن القانون
قطب صلاح ونجله جبينيهما ونظرا كلا منهما للأخر بحيرة ليسترسل فؤاد بإبانة
أنا عارف إنكم مستغربين الكلام اللي بقوله ويمكن مش مصدقيني او فكريني بحور عليكم
رد صلاح سريعا
العفو يا فؤاد باشاسمعة جنابك وجناب سيادة المستشار والدك سبقاكم
تنفس براحة ليستكمل حديثه
متشكر يا افندم الحقيقة أنا فكرت كتير في موضوع العداوة اللي بينكم وقولت حرام لما إتنين من أكبر رجال الأعمال اللي في البلد يهدوا اللي بنوه علشان غلطة غير مقصودة
احتدت ملامح صلاح ليهتف مستنكرا
حضرتك بتسمي إبني غلطة!
أجابه بثبات وصوت قوي
ايوا غلطة وبسام الله يرحمه اللي بدأها وحضرتك ووالدته مشتركين فيها
وبلاش تخليني أقول كلام هيزعلك
نكس رأسه لتيقنه من مقصد ذاك الصارم الذي يلمح على تقصيره وزوجته بحق تربية نجليهما وبالحقيقة هو مدرك لهذا جيدا لذلك فضل الصمت ليستطرد الأخر
أنا عارف إن النتيجة كانت قاسېة وصدقني مهما كانت مرارة الحاډثة وحجمها بالنسبة لك فهي لا تقل مرارة وألم بل وندم عند أيمن الاباصيري إنت عارف كويس قوي إنه شخص محترم
متابعة القراءة