حكايه سيف وسيلين الجزء الاول
المحتويات
عائلتي....
توقف عن الحديث بعد أن شعرت بغصة في حلقها
أجبرتها على التوقف.... لتسمعه يقول ممم فهمت
يعني إنت جيتي هنا علشان تاخدي تعويض...طبعا
داه من حقك بس ممكن أعرف إنت ليه تأخرتي عشان تيجي هنا..يعني الحكاية بقالها شهور كثيرة ليه دلوقتي بالذات...
قطبت سيلين حاحبيها بعدم فهم من كلامه لتجيبه انا لا أفهم عن أي تعويض تتحدث
مريضة و لولاها لما كنت أتيت هنا ابدا...لقد خاطرت بالمجيئ وحدي إلى بلد لا أعرفه من أجلها هي فقط
لا اريد فقدانها...كنت أريد أن تساعدني...بأن تعطيني
الستون الف دولار و انا سأعيد لك مائة ألف بعد
شهرين عندما يباع المنزل...لدي نقود و لكن ليس لدي الوقت...حتى انني ذهبت للبنك و لكنهم
لي أن الوحيد الذي سيساعدني هو سيف عزالدين....سيف بهدوء و قد أيقن أنه وصل لنهاية اللغز و لماذا أنا بالذات
عبثت بحقيبتها بعض الوقت قبل أن تخرج ظرفا كبيرا...
وضعت حقيبتها جانبا ثم وقفت من مكانها
متجهة نحو لتعطيه له قائلة هذه هويتي
و نسخة من هوية والدتي و بعض الصور
من مكانه فجأة و قد إرتسمت على وجهه ملامح الصدمة...
تمتم بعدم تصديق و هو مازال يتفحص الأوراق طنط هدى....إنت بنت طنط هدى...هي لسه عايشة
نزلت أروى الدرج تحمل بين ذراعيها تلك الصغيرة
لتجد هوانم الفيلا كما تسميهما جالستان في
مظهرهما الراقي و المنمق الستات دول مبيكبروش
ابدا.. الشعر مصبوغ و ماكياج و كأنهم رايحين فرح...عاملين زي هوانم جاردن سيتي بالضبط بيتمشوا في البيت بالكعب... عيني عليكي ياما
مكنتش بشوفك غير بالجلابية الصفراء بتقلعيها
عشان تغسليها و ترجعي تلبسيها من ثاني.....وصلت حذوهم لتضع لجين على الأرض و هي تقول
أشارت لها سناء خالتها لتجلس بجانبها و هي تبتسم لها صباح النور يا حبيبتي تعالي أقعدي
حنادي على عزة تجيبلك قهوة....
جلست أروى بتوتر بجانبها فالبرغم من أنها
خالتها إلا أن علاقتها بها لم تكن وطيدة و ذلك
بسبب الفارق الاجتماعي بين العائلتين حتى
أنها لم تكن تزرهم في منزلهم إلا مرات نادرة
خفية عن زوجها و أولادها و قد إختارتها زوجة
لابنها بعد إقتراح
شقيقتها سميحة التي بقيت تزن في أذنها لاشهر حتى تقنع فريد بأن يتزوج من إبنتها....
لاحظت نظرات إلهام المتعالية لها حتى أنهالم ترد تحيتها عكس سميرة التي رحبت بها
ببفرحة صادقة مشاء الله زي القمر يا حبيبتي داه فريد محظوظ بيكي جدا .
خفضت أروى رأسها قائلة بخجل ميرسي
يا طنط داه من ذوقك....
قلبت إلهام عيناها بملل متحدثة بفتور هو إنتفي كلية إيه يا.... أروى
أروى كلية آداب قسم لغة إنجليزية...
إلهام بنبرة متعالية ممم على كده خلصتي جامعة... .
أروى بخجل لا.. فاضلي سنةوأخلص....إلهام بقصد تكملي و هو فريد حيوافق
قاطعتها سناء بنبرة حاسمة و قد فهمت ماترمي
إليه إلهام...الموضوع داه خاص بين أروى و فريد
مفيش داعي نتدخل في خصوصياتهم...
اومأت لها إلهام بعدم إهتمام و هي تكمل إرتشاف
فنجان قهوتها مكتفية بالاستماع لحوارهم السخيف
حسب رأيها...يجلس فريد في مكتبه يتفحص بتركيز ملف
أحد القضايا التي تشير لتورط احد رجال الأعمال
في تهريب شحنة من ألعاب الأطفال الغير مطابقة
لشروط الجودة....طرق باب المكتب ليسمح
للطارق بالدخول دون أن يرفع رأسه و الذي لم يكن سوى صديقه أحمد زميله في العمل لكنه كان
برتبة اقل من رتبة فريد ...
أحمد بمرح انا مصدقتش لما قالولي
برا إنك هنا.... إيه يا عريس زهقت بالسرعة دي.....فريد بلامبالاة و هو مازال مركزا في عمله
عندي شغل مستعجل... لو عاوز تقول حاجة إنجز مش فاضيلك.
تأفف أحمد قليلا من أسلوب فريد الجاف
و الذي تعود عليه منذ ۏفاة زوجته ليتحدث
بانزعاج مفيش بس كنت عاوز أسألك عملت
إيه في قضية ناجي العواد....
نفخ فريد الهواء بملل قبل أن يخرج سېجارة
من علبة السچائر ليشعلها ببرود مستفز دون
أن يجيبه و كأنه غير موجود...ليقف الاخر من
مكانه راكلا الكرسي وراءه ليسقط على الأرضية
مصدرا صوتا مزعجا و هو يصيح انا استاهل
عشان إبن ستين جزمة.. رغم كل مرة بكلمك فيها
بتتجاهلني كده كأني مش موجود لكن برجع
ثاني اكلمك عادي و كأن محصلش حاجة
عشان بقول صاحبي و اللي مر بيه مش سهل
بس لامتى حتفضل كده... إرحم نفسك شوية
يا اخي داه إنت مبقاش عندك صحاب غيري
انا و عادل......
أجابه الاخر ببرود و عدم إهتمام عاوز إيه يا..
يا صاحبي
إنحنى أحمد علي المكتب ليقترب من فريد قليلا
ليهمس عاوزك ترجع فريد القديم اللي بيضحك
و يهزر... فريد اللي بيحب الحياة... انا مش قادر
اشوفك كده زي الشمعة بتنطفي كل يوم...يا اخي
مش إنت اول و لا آخر واحد يفقد حد عزيز عليه...
و بعدين إنت خلاص تجوزت... و الحي ابقى من
المېت.. حاول تنسى... حاول تعيش عشان بنتك.....أدار فريد كرسيه للجهة الأخرى قائلا بتنهيدة
عميقة مش قادر.... اللي بتقوله مستحيل
انا خلاص حياتي إنتهت يوم ما ماټت.. الفرق الوحيد إن هي تحت التراب و انا فوقه....حتى بنتي بقعد بالأسبوع ما بشوفهاش عشان
بتفكرني بيها.... بتفكرني بسبب مۏتها....انا
كل يوم بفكر اسيب الفيلا و ارجع شقتي
القديمة بس كل اما آجي اعمل كده بفتكر
وصيتها ليا قبل ماتموت... قالتلي خلي بالك من بنتنا و سميها لجين... الاسم اللي بتحبه
صدقني انا بقيت جسد من غير روح لدرجة
إني معادش هاممني حاجة.. مين يزعل مين ېموت...أعز إنسانة في حياتي راحت....جلس احمد و هو يتفرس ملامح وجه صديقه
المټألمة قائلا بشفقة بس لإمتي ياصاحبي إنت كده.....
قاطعه الاخر بحدة بعد أن تمالك نفسه أمامه
لغاية آخر يوم في يوم في عمري...و يلا دلوقتي
إتفضل عندي شغل... لو في حاجة جديدة حبلغك...زفر أحمد بضيق و هو يقف من مكانه متجها
نحو الباب شاتما إياه بكلمات بذيئة طول عمرك....... و و...... لو حشوفك مولع قدامي
مش حعبرك.....أغلق الباب ورائه پعنف متجها نحو مكتبه بعد
أن فشل
للمرة الالف في إرجاع صديقه لطبيعته
القديمة....وجد عادل ينتظره في مكتبه و الذي
إعترضه قائلا بلهفة ها عملت إيه.... قبل يسهر معانا الليلة.....إرتمي أحمد بجسده على الكرسي قائلا
باستهزاء مش لما اقدر أقله الأول... ياعم
انا كنت لسه بمهدله قام مديني كلمتين سكتت
على طول.... بقلك إيه أنا زهقت من صاحبك داه
خليه عايش في الماضي بكرة حيزهق و يرجعلعقله لوحده....
قلب عادل عينيه و هو يجيبه بقلة حيلة يلا...حسيبه يهدى يومين و ارجع أزن عليه
من ثاني....ماهو انا مقدرش أسيبه كده.
أحمد بسخرية قبل أن ينفجر ضاحكا يا حوونين في فيلا ماجد عزمي....
إنتفضت يارا من سريرها على صوت هاتفهاالذي كان يرن دون توقف....بحثت عنه طويلا
لتجده تحت الغطاء....
أغمضت عيناها بقوة و هي ترفع خصلات
شعرها التي غطت وجهها بعد أن توقف الهاتف
عن الرنين دون أن ترى الرقم....
تنفست الهواء سريعا و هي ترى رسالة نصية
وصلتها للتو على هاتفها... قرأتها بصوت متقطع
و هي تحرك رأسها يمينا و يسار پصدمة ردي .تمتمت بفزع بينما إنزلق الجهاز من يدها يعني
مكانش كابوس... كان حقيقة....انا خلاص حتجنن
هو عايز مني إيه.....
تعالت دقات قلبها عندما رن الهاتف مرة أخرى
لتنظر له بعيون دامعة و كأنها ترى أمامها خبر مۏتها....فتحت السماعة بيدين مرتجفتين ليأتيها صوته
الغاضب ساعة عشان تردي... كنتي فين يا ك...
مش قلتلك تاخذي زفت التلفون يكون معاكي
لأي مكان تهببي تروحيه....
لم يستمع سوى لأنفاسها المتسارعة من شدة
خۏفها ليزداد جنونه لېصرخ إيه إتخرستي.... ماتردي يا و.....
شعرت يارا بجسدها يتشنج بتقزز من الشتائم
التي توجه لها لأول مرة في حياتها فهي دائما
الفتاة المدللة التي لا يجرؤ أي أحد من التقليل من شأنها....
تردد قليلا قبل أن تستجمع باقي شجاعتها
لتجيبه بصوت ضعيف لو سمحت بلاش
الكلام داه....انا كنت نايمة و التلفون....قاطعها بحدة دون أن يستمع لباقي كلامها
إخرسي...قدامك خمس دقائق و تنزلي حتلاقي
عربية مستنياكي تحت....صړخت يارا پبكاء و هي تنزل من فراشها ممسكة
بهاتفها بيديها الاثنتين مش جاية و إبعد عني
بقى...انا مقولتش لبابي على اللي حصل إمبارح
و مش حقله بس كفاية حرام عليك....إنت عاوزمني إيه .
تعالت ضحكات صالح لتزداد ضربات قلبها حتى
يكاد يقفز من قفصها الصدري....و هي تسمعه
يهمس بنبرة ممېتة بعد أن توقف فجأة عن الضحك
هما خمس دقائق بس...خمس دقائق و ثانية
زيادة حتتعاقبي....و انا عقاپي وحش اوي...صدقيني
اااا و متنسيش تشوفي المفاجأة في الواتس....
أغلق الخط لتبتلع يارا ريقها بصعوبة و هي تمسح
دموعها التي أغشت عيناها و تفتح النت على هاتفها
ما إن ضغطت على الزر حتى تعالت النغمة المخصصة
تنبهها بوصول رسائل كثيرة....
كان صوت الرسائل مفزعا و كأنه صوت اجراس
عالية تصم الآذان... بأصابع مرتعشة فتحت
إحدى الرسائل لتشهق بصړاخ و هي تضع يدها
تارة على خدها و تارة فوق رأسها و هي ترى
...... صورة إثنان ستة صور اقل كلمة
توصف بها ڤضيحة....لا تعلم متى التقطت لها هذه الصور أو من.....
توقفت عن التفكير و هي عيناها تلتهمان
تلك
الكلمات الي رافقت الصور دول نموذج
بسيط من اللي عندي....باقي الصور ڼار
و انا ماسك إيدي بالعافية عشان متهورش
و إنت عارفة الباقي... يلا يا قطة فاضل
ثلاث دقائق و انفذ.....
رمت الهاتف من يديها و هي ترتعش من
شدة الړعب تشعر أن دماغها توقف عن التفكير
لتترك لجسدها التحكم في حركاتها.... سارعت
لتخرج فستانا شتويا طويلا باللون الأسود
إرتدته بسرعة ثم أخرجت حقيبتها لتضع هاتفها
و بعض النقود بطريقة عشوائية ثم ربطت خصلات
شعرها ذيل حصان و إرتدت حذاء رياضيا باللون الأبيض وجدته أمامها ثم غادرت
الغرفة مهرولة نحو الاسفل....
خرجت من الباب الرئيسي للفيلا و هي تنظر
يمينا و يسارا لتجد سيارة سوداء كتلك
التي اقلتها البارحة.....
توجهت نحوها ليخرج سائقها و يفتح لها
الباب دون أن ينطق بكلمة.. ركبت السيارة
لتستغرب قليلا عندما وجدتها فارغة...أين
ذهب أولئك الحراس المرعبون الذين ظلت طوال الليل تراهم في كوابيسها...
مسحت دموعها و هي تتشبث بحقيبتها
و كأنها حبل نجاة سينقذها من مأساة
حياتها التي لا تعلم من أين أتت لها....
بدأت السيارة تخرج من مناطق العمران و تنحرف نحو مكان ناء بعيد عن السكان...قطبت يارا
حبيتها بحيرة و قلبها لا يتوقف عن النبض
بړعب كلما تقدمت السيارة إلى الأمام حتى
توقفت أمام فيلا قديمة ذات لون ابيض يميل للاصفرار....
جالت عيناها داخل الحديقة الكبيرة لتلاحظ
أنها تحتوي على انواع كثيرة من الاشجار
و النباتات حتى الطفيلة...رغم أنها تنقصها العناية
إلا انها كانت كبيرة جدا و جميلة...
إستيقظت من شرودها على صوت فتح الباب... نزلت
بتردد و هي تحاول تنظيم أنفاسها و تهدأة نفسها....
لن تستسلم له هي لم تفعل شيئا سوف تخبر والدها كل شيئ و هو سيتصرف سينقذها
من هذا الموقف الصعب الذي وقعت فيه دون
إرادتها...والدها رجل ذو مكانة و مركز مرموق
في البلاد و لديه الحل لكل مشاكلها...
و هي مدللته التي لا يرفض لها طلبا بقي
فقط أن توقف هذا الصالح عند حده....
أخذت نفسا طويلا و هي تقف أمام الباب
الذي فتح...جفلت متراجعة إلى الوراء خطوتين و هي ترى
متابعة القراءة